ثلث قرن فتنة طائفية
أصبح ملف التوتر الطائفي بين الأقباط المسلمين في مصر من أكبر ملفات الأزمات في مصر منذ حادثة الخانكة الشهيرة عام 1972. في هذا العام شكل مجلس الشعب لجنة لتقصي الحقائق على رأسها المرحوم جمال العطيفي ، واجتهدت اللجنة وطافت أرض مصر لتحلل وتفسر أسباب الحادثة الطارئة وقتها، ثم إنتهى عمل اللجنة بعمل تقرير مهم أكد على أن الأحوال في مصر ليست على ما يرام وأن هناك تصورات وهمية خاطئة يحملها كل طرف عن الطرف الآخر وأنه آن الآوان لتنقية المناخ بين الطرفين
إنتهت حادثة الخانكة وألقي بتقرير اللجنة في سلة المهملات واستمر المشهد الطائفي الكئيب والعبثي حتى الآن. ما يقرب من ثلاثة وثلاثين سنة!! لثلث قرن من الزمان استمرت أحداث الفتن الطائفية في مصر، لم تمر فيها سنة واحدة دون حادث أو إثنان.
الثابت خلال هذه الفترة هو المسؤلين السياسيين والدينيين وتصريحاتهم ولقاءاتهم وصلاتهم ولحاهم وحلولهم العرجاء، بينما المتغير هو إزدياد الجفوة والفرقة بين الشعب الواحد، المتغير هو زيادة حماس وشعبية المتطرفين من الجانبين هؤلاء الذين استبدلوا الدين في أكثر أشكاله فجاجة وسطحية بالوطن.
المتغير الأكثر خطرأً هو أن مجلس الشعب الآن لا يستطيع تشكل لجنة في مستوى لجنة العطيفي ولا حتى أقل، لا بل فشلت كل المحاولات التي قام بها مصريون شرفاء ووطنيون على مستوى المسئولية من تشكيل لجنة مشابهة وتفعيلها
هل أصبح قدرنا أن يتسيد علينا وعلى مصرنا البلطجة السياسية والغوغائية الدينية ؟! هل أصبحنا لا نملك القدرة على نقد ومحاسبة كل المعممين من الأقباط والمسلمين فيما يقترفونه ليل نهار في تدمير قلب ووجدان مصر؟ ألم يعد لدينا القدرة على تنظيم أنفسنا لدرء الخطر الذي يحركه البعض في الساحة السياسية طمعاً في مكاسب وقتية على حساب مستقبل هذا الوطن؟
هل أصبحنا رهينة مجموعة من الكهنة والشيوخ وأدعياء العلم والفتوى المنتشرين في الكنائس والمساجد والفضائيات وشاشات التلفزيون المحلي . هؤلاء الذين يصبون علينا ما تيسر لهم من نفايات القراءات المبتسرة والأفكار الغيبية والخرافية ليحولوا حياتنا إلى جحيم مستمر؟.
هل أصبحنا في حالة يأس واستسلام كامل لما حدث للذهنية المصرية من تدمير شامل تم على مدي عقود من خلال، وياللعجب، مؤسسات التعليم والإعلام. ومن ثم تركنا الساحة لعبث المرضى العقليين والبلطجية وأدعياء العلم والحكمة؟
يا سادتي لقد أصبحنا في حالة مستعصية من الهوس العقلي والديني معاً تجعلنا نستثمر وقتنا وأموالنا وجهدنا بل وحياتنا كلها في معارك أسلمة مسيحي ومحاولات إعادته "لحظيرة" الإيمان أو تنصير مسلم وتحديد حكم الشرع فيه. بينما نحن غير مكترثين بما أصاب حياتنا كلها من فوضى شاملة، وعمينا أن نرى مدننا وقرانا وقد تحولت إلى خرائب متدهورة
لقد أصبحنا في حالة يرثى لها لا نستطيع فيها مواجهة الآثار التي تحدثها فتاوى يسوقها كاهن عن الإسلام... كاهن ترك مصر ونسي من الأخلاق الحميدة ما يمنعه من الاستهزاء بمشاعر الآخرين ، وهي شكوى رئيسية من شكاوى الأقباط على مدى العقود الماضية . أصبحنا مشلولي الأيدي والعقل أمام مجموعة من شباب المهاجرين يديرون حوارات سوقية مبتذلة يهزءون فيها بالكلمة والأغنية من عقائد وأديان الآخرين في مسابقة هي الأغرب من نوعها على الإنترنت. أصبحنا غير قادرين على مواجهة المتشددين المسلمين في المواقع المختلفة الذين يمارسون التندر والتهكم والتمييز ضد الأقباط باعتباره عملاً من أعمال التقوى، لقد تركنا الساحة لمن يهدد بإشعالها ناراً في واشنطن!! ومن يرد عليه بالتهديد يالخطوط الحمراء
إنتهت حادثة الخانكة وألقي بتقرير اللجنة في سلة المهملات واستمر المشهد الطائفي الكئيب والعبثي حتى الآن. ما يقرب من ثلاثة وثلاثين سنة!! لثلث قرن من الزمان استمرت أحداث الفتن الطائفية في مصر، لم تمر فيها سنة واحدة دون حادث أو إثنان.
الثابت خلال هذه الفترة هو المسؤلين السياسيين والدينيين وتصريحاتهم ولقاءاتهم وصلاتهم ولحاهم وحلولهم العرجاء، بينما المتغير هو إزدياد الجفوة والفرقة بين الشعب الواحد، المتغير هو زيادة حماس وشعبية المتطرفين من الجانبين هؤلاء الذين استبدلوا الدين في أكثر أشكاله فجاجة وسطحية بالوطن.
المتغير الأكثر خطرأً هو أن مجلس الشعب الآن لا يستطيع تشكل لجنة في مستوى لجنة العطيفي ولا حتى أقل، لا بل فشلت كل المحاولات التي قام بها مصريون شرفاء ووطنيون على مستوى المسئولية من تشكيل لجنة مشابهة وتفعيلها
هل أصبح قدرنا أن يتسيد علينا وعلى مصرنا البلطجة السياسية والغوغائية الدينية ؟! هل أصبحنا لا نملك القدرة على نقد ومحاسبة كل المعممين من الأقباط والمسلمين فيما يقترفونه ليل نهار في تدمير قلب ووجدان مصر؟ ألم يعد لدينا القدرة على تنظيم أنفسنا لدرء الخطر الذي يحركه البعض في الساحة السياسية طمعاً في مكاسب وقتية على حساب مستقبل هذا الوطن؟
هل أصبحنا رهينة مجموعة من الكهنة والشيوخ وأدعياء العلم والفتوى المنتشرين في الكنائس والمساجد والفضائيات وشاشات التلفزيون المحلي . هؤلاء الذين يصبون علينا ما تيسر لهم من نفايات القراءات المبتسرة والأفكار الغيبية والخرافية ليحولوا حياتنا إلى جحيم مستمر؟.
هل أصبحنا في حالة يأس واستسلام كامل لما حدث للذهنية المصرية من تدمير شامل تم على مدي عقود من خلال، وياللعجب، مؤسسات التعليم والإعلام. ومن ثم تركنا الساحة لعبث المرضى العقليين والبلطجية وأدعياء العلم والحكمة؟
يا سادتي لقد أصبحنا في حالة مستعصية من الهوس العقلي والديني معاً تجعلنا نستثمر وقتنا وأموالنا وجهدنا بل وحياتنا كلها في معارك أسلمة مسيحي ومحاولات إعادته "لحظيرة" الإيمان أو تنصير مسلم وتحديد حكم الشرع فيه. بينما نحن غير مكترثين بما أصاب حياتنا كلها من فوضى شاملة، وعمينا أن نرى مدننا وقرانا وقد تحولت إلى خرائب متدهورة
لقد أصبحنا في حالة يرثى لها لا نستطيع فيها مواجهة الآثار التي تحدثها فتاوى يسوقها كاهن عن الإسلام... كاهن ترك مصر ونسي من الأخلاق الحميدة ما يمنعه من الاستهزاء بمشاعر الآخرين ، وهي شكوى رئيسية من شكاوى الأقباط على مدى العقود الماضية . أصبحنا مشلولي الأيدي والعقل أمام مجموعة من شباب المهاجرين يديرون حوارات سوقية مبتذلة يهزءون فيها بالكلمة والأغنية من عقائد وأديان الآخرين في مسابقة هي الأغرب من نوعها على الإنترنت. أصبحنا غير قادرين على مواجهة المتشددين المسلمين في المواقع المختلفة الذين يمارسون التندر والتهكم والتمييز ضد الأقباط باعتباره عملاً من أعمال التقوى، لقد تركنا الساحة لمن يهدد بإشعالها ناراً في واشنطن!! ومن يرد عليه بالتهديد يالخطوط الحمراء
لقد حان الوقت لدعوة حكماء هذا الوطن وعقلاءه لعقد مؤتمر دائم لوضع قضية الفتنة الطائفية في سياق قضية التغيير في مصر فلا مجال للحديث عن إنهاء الطائفية وفتنتها، دون ولادة الدولة الحديثة في مصر. مثل هذه الدعوة ليست جديدة بل هي متكررة لكنها أصبحت الآن حاجة ملحة للإنطلاق في مواجهة الغول الذي اكلنا قطعة قطعة على مدى ثلث قرن ويستعد لإلتهامنا تماماً في القريب إن لم نتحرك
نشرت بجريدة الكرامة 25 أكتوبر 2005