Saturday, November 19, 2005

إلى علاء-منال

أولاً مبروك عى الجائزة
ثانياً ، سعدت بحصولك على الجائزة، وسعدت أكثر بأن أرى جيل كامل من الشباب غير مكبل بأوهام وأغلال الماضي وقيود الأيدولوجيات، ليس رفضاً للفكر والأيدولوجية وإنما رفضاً لأي نوع من القيود (الحرية الآن) ،
وجهة نظري ببساطة أنه آن الأوان لكراكيب الساحة السياسية للخروج من المشهد السياسي بعد ما أنجزته من هزائم وتخلف وخراب، حول مصر كلها إلى موقف ميكروباس يعج بالبلطجية والنصابين من كل نوع ، ديني وسياسي وفني ، عليهم أن يرحلوا لأن بمصر أجيال من الشباب الموهوب والمبدع والخلاق والقادر على تعلم كيف تكون إدارة وطن يحبونه فالذي يستطيع حصد الجوائز العالمية بمبادرته الشخصية وتحت التهديد يستطيع النهوض بمسؤلية الوطن .
وجهة نظري أن مسؤليتنا تبدأ من الآن بالتركيز على أن العقل والعلم والقيم الأخلاقية والفكر الخلاق هم بدائل حقيقية للسفه الديني والغيبية والإنهيار الأخلاقي ا لذي يرتدي ثوب الدين وأيضاً الشعارات السياسية الرنانة والانتهازية السياسية، فنحن باختصار أمام مهمة إعادة الحياة للساحة السياسية ومن ثم ينبغي أن نسعى إلى مظلة من المصريين المؤمنين بأن مصرنا ينبغي أن تكون دولة مدنية حديثة ، دولة دستور عقلاني يعبر عن المجتمع ويؤكد ويضمن الحريات ، ودولة قانون حقيقية لا يسمح بالتلاعب به من قبل بهلوانات الحيل القانونية ،
وجهة نظري أن المرشح لحمل هذه المهمة هو طيف من المواطنيين العاديين و السياسيين والمفكرين يبدأ من اليسار الماركسي المؤمن بالحريات الفردية والعامة حتى الليبرالين المؤمنين بضرورة ضمان حد أدنى من العدالة الإجتماعية .
أخيراً ، وجهة نظري أن مجموعات الشباب التي تخلقت في الفترة الأخيرة في المظاهرات التي إندلعت الشارع المصري ، وتللك التي تتكاثر بسرعة شديدة في الفضاء الإنترنتي وفي القلب منها المدونون ، هؤلاء هم المجموعات القادرة على إنجاز هذه المهمة والتبشير بها في الجامعة والشارع والإنترنت والمقاهى ، وهي أيضا القادرة على الوقوف في مواجهة تديين الساحة السياسية والاجتماعية والبلطجة
السياسية
فقط علينا ألا نهن أو نتراجع فالطريق طويل

Wednesday, November 16, 2005

إنتبهوا......

الفراغ لذي يسبح فيه لصوص الحكومة مع الأخوان المسلمين وحدهما
إنتبهوا

المؤشرات الأولى لمعركة الانتخابات البرلمانية الدائرة الآن تنذر بإجهاض الحراك الساسي المحدود الذي شهدته مصر بأبنائها المخلصين على مدى الشهور الماضية

المؤشرات تقول أن الانتخابات البرلمانية تحولت إلى معركة غير سياسية بين نظام حكم أداته الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين دون غيرهما من اللاعبين في الحياة السياسية ، هي معركة هدفها إثبات القوة من ناحية والسيطرة الكاملة على مجلس الشعب من ناحية أخرى ، وهي معركة لا يبدي المتصارعين فيها أدنى اعتبار لما قد يصيب الوطن من من تدهور سياسي من جرائها

نحن أمام عملية انتخابية سيطر عليها تماماً المال والعصبيات العائلية والشعارات الدينية وهي أدوات كانت تحدث في أغلب الانتخابات السابقة لكنها كانت في السابق تفرز عدد من القيادات السياسية والنواب السياسيين ولكنها الآن لا تفرز إلا تجار التوقيعات والمناصب. كما أنها تتم في أجواء يدعي فيها الجميع الرغبة في الإصلاح، بما في ذلك الحزبالوطني والإخوان المسلمين. صحيح أن كل المرشحين في الانتخابات بما فيهم المستقلين سطروا ما استطاعوا من برامج انتخابية إلا أن السؤال هو كم من الناخبين إنتخب على أساس البرامج الانتخابية؟

وصحيح أيضاً أن هناك قواعد على الأرض في كل المعارك الإنتخابية تحتم استغلال كل الفرص المتاحة للفوز بأصوات الناخبين ، إلا أننا وصلنا على يد جهابذة الحكم في مصر إلى الحد الذي أصبحت فيه الأدوات القذرة فقط هي المسيطرة على الساحة وهي الرشوة والبلطجة ودغدغة المشاعر الدينية. وهو ما يجعل من مرتكبيها على مستوى غير مألوف من الانتهازية السياسية ، بل أنها سياسة تم اعتمادها على أعلى المستويات، وتم تنفيذها مع سبق الاصرار والترصد. وهي سياسة تهدد بانهيار الحياة السياسية وتآكل ما تبقى من أخلاق وقيم في المجتمع المصري

نحن أيضاً أمام عملية انتخابية إدعى فيها النظام الحياد بأن استبعد فيها الزي الرسمي لوزارة الداخلية وأطلق يد الإدارة للتلاعب في كشوف الناخبين بإضافة ألاف من الأسماء وخلق فوضي في الكشوف، والتلاعب في عملية الانتخاب ذاتها وفرز نتائجها، وإطلاق يد البلطجة والغوغائية في أسوأ أشكالها دون تدخل أمني بحجة الحياد. كل هذا تم جهاراً نهاراً بما لايسمح لأحد بنكرانه ، بل إنه تم بتبجح أمام عدسات التلفيزيون وعلى مرأى من مراقبي منظمات العمل المدني التي أذن لها القضاء بمراقبة العملية الانتخابية وقد خرجت تقاريرهم جميعاً تحمل الإدانة وربما شئ من الذهول


إن أخطر ما سينتج عن هذه المعركة الانتخابية هو خلق واقع جديد على الأرض يجعل من جماعة الأخوان المسلمين هي المصارع الوحيد للحزب الوطني/الدولة على حكم مصر . وستكون أدوات الصراع هي تأجيج المشاعر الدينية من جانب الأخوان في مواجهة سيطرة الحزب الوطني على الدولة التي تملك حق المنح والمنع لكافة أفراد الشعب

خطورة هذا الواقع الجديد أنه يهدد بالقضاء على التنوع السياسي في مصر، فعلى مدى العملية الانتخابية كان للقوميين واليساريين والليبراليين ظهوراً شاحباً انتهى بهزيمة الجميع باستثناءات قليلة باقية للإعادة ، وهو وضع مرشح للاستمرار في المراحل التالية. وعلى الرغم من أن حجم هذه التيارات السياسة في المجتمع المصري أكبر مما أتت به نتائج هذه الانتخابات المشوهة، فإننا يجب أن نتوقع تدهوراً في قدرات هذه القوى السياسية. وأكثر من هذا فإن الواقع الجديد يهدد ما تم إنجازه بواسطة المعارضة الجديدة من الجيل الوسيط لهذه القوى السياسية الثلاثة معاً من حراك سياسي مشهود على مدى الشهور الماضية ، فالمؤكد أن الحزب الوطني يرفض أي تغيير حقيقي يأتي بدولة مؤسسات حديثة تقوم على أساس التكليف بالمسؤلية في مقابل المساءلة. بينما الشكوك تطال موقف الأخوان المسلمين من الإنخراط في العمل السياسي بحزب مدني يتبني بشكل لا لبس فيه قيم الدولة المدنية الحديثة بما يتضمنه ذلك من التزام اللعبة الديمقراطية في أهم أصولها وهو تداول السلطة

وأخيراً فإن أهم نتائج المرحلة الأولى للانتخابات هي أن غالبية الشعب المصري منصرف عن هذه المهزلة وهم غير قابلين للرشوة المالية أو دغدغة المشاعر الدينية . فبالرغم من حشد الحزب الوطني ومستقليه وجماعة الأخوان لكل قدراتهم لاجتذاب الجماهير لصالحهم ، فإن أكثر من ثمانين بالمائة من الناخبين لم يذهبوا أصلاً إلى صناديق الاقتراع. وهو ما يعني أن غالبية المصريين ينتظرون من شرفاء هذا الوطن الكثير ليقدموه
فقط إنتبهوا، فعلى كافة التيارات السياسية أياً كان انتماؤها ومرجعيتها الفكرية ألا تترك اللص يمضي بسرقته ، وعلينا جميعاً أن نعرف إن استمرار زخم الحراك السياسي الذي أحدثته قوى التغيير في مصر، أصبح الآن أهم مائة مرة عن ذي قبل ، لأنه، ببساطة ،الطريق الوحيد لإنقاذ الوطن من الخطر
الكرامة 15 نوفمبر 2005