الحصاد المر
أثارت معركة إنتخابات مجلس الشعب منذ المرحلة الأولى لها الكثير من القلق لدى قطاعات كبيرة من الشعب المصري.
جاء القلق أولاً من مجمل سير العملية الانتخابية بما شهدته من عنف وبلطجة ورشاوى وحماس غاضب للشعارات الدينية ، ومصدر القلق هنا أن الجميع شارك في خلق وتفعيل مناخ العنف والتعصب الديني الذي أصبح يشكل ملمحاً دائماً للشارع المصري على مدى السنوات الماضية ، صحيح أن الحزب الحاكم كان صاحب النصيب الأوفر في إستخدام البلطجة والعنف والرشاوى ، إلا أن الشواهد تقول أن الأطراف الأخرى التي شاركت في العملية الانتخابية مستقلين ومعارضة وإخوان مسلمون استخدموا الأدوات نفسها تحت عنواين مختلفة من بينها الدفاع عن النفس!! والقلق هنا يتصاعد عندما ندرك أن كل هذا العنف جاء في سياق عملية انتخابية شارك فيها فقط ربع الناخبين المقيديين في الجداول الانتخابية ، فما الذي كان سيحدث لو شارك غالبية الناخبيين ؟ هل كنا سنشاهد أنهار من الدم تسيل في شوارع مصر؟
وجاء القلق ثانياً من نتائج رغم كونها متوقعة إلا أنها قلبت الطاولة أمام الجميع بتقدم جماعة الأخوان المسلمين "المحظورة" دون سواها من القوى المعارضة في مواجهة الحزب الحاكم، ومصدر القلق هنا أن الكتلتان المتنافستان تفتقدان الحد الأدنى من الشرعية السياسية، فنحن أمام حزب مندمج في الدولة بكل ما تتمتع به من سلطان، ومفتقد للقواعد الشعبية والأفق السياسي فكل ما يهم أصحابه هو البقاء في السلطة بأي ثمن حتى لو كان حرق هذا الوطن. ونحن من جهة اخرى أمام جماعة دينية احترفت العمل السري تحت الأرض على مدى عقود طويلة ، وعندما خرجت إلى النور في ظرف استثنائي لم تستطع أن تزيل الغموض عن مواقفها وخططها المستقبلية ، فحتى الآن لم نعرف هل يدخل الأخوان الحلبة السياسية بحزب سياسي لا صلة له بالجماعة أم أن هناك رغبة في أن يكون الحزب السياسي حصان طروادة يأتى بالجماعة إلى الحكم ، وحتى الآن لم يصدر عن الجماعة ما يضع النقاط فوق الحروف فيما يتعلق بموقف الجماعة من الدولة المدنية الحديثة ، و موقفهم المواطنة وتحديداً مواطنة الأقباط ، والحريات الخاصة والعامة وخاصة فيما يتعلق بالثقافة والإبداع ، فمازلنا نقرأ لقيادتها عبارات فضفاضة من نوع السماح بالإبداع في حدود الأخلاق والآداب العامة دون أن نعرف من الذي سيحدد ما هو أخلاقي ومؤدب .
وجاء القلق ثالثاً من رد فعل النخب اليساسية واالمثقفة من الصعود الدرامي للإخوان ، ففي حين حاول البعض تفسير أسباب نجاح الأخوان وفشل أحزاب المعاضة الأخرى تفرغ البعض الآخر من تيارات سياسية وفكرية مختلفة بينهم ليبراليون ويساريون وبقيادة إعلاميو السلطة لمهاجمة الأخوان عبر شاشات التلفيزيون وعلى صفحات الجرائد المختلفة، وأصبحنا نشاهد محاولة بائسة لتنبيه جماهير مغلوبة على أمرها من أن الأخوان خطر داهم عليهم وعلى الأمة كلها ، ونسي هؤلاء أن جماهير الشاشة والمذياع لا يعرفونهم ، وأن هذه الجماهير ذاتها تعلمت على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود وعلى يد الجهاز الإعلامي نفسه أن اليسار والاشتركية إنتهيتا من العالم بيد المجاهدين الأفغان الذين هزموا الشيوعية الملحدة في أفغانستان ، وتعلمت أيضاً ان العلمانية هي إلحاد وشرك وكفر بالله ، فضلاً عن ذلك فالجماهير المستهدفة لا تعرف ما هي الليبرالية و هناك شك في أنها تدرك المعنى الحقيقي للديمقراطية ، فعلى مدى ثلاثين عاماً علمنا الجماهير أن الحياة هي فقط دين وفتوى وليست فلسفة أو علم أو منطق أو نقد عقلي فهذه كلها فذلكات كان أول من تهكم عليها رئيس الجمهورية الراحل .
كان الحصاد المر الطبيعي ألا تخذل الجماهير النخبة، فأغلبيتها التي لا زالت تحتفظ ببعض بالشكوك نحو الجميع قاطعت الإنتخابات ، بينما توزعت الأقلية المشاركة بين القلة التي شاركت بصدق وصدمت لما رأته من التجربة ، والكثيريين الذين باعوا أصواتهم أو إختاروا مساندة الشعارات الدينية أملاً في الخلاص.
جاء القلق أولاً من مجمل سير العملية الانتخابية بما شهدته من عنف وبلطجة ورشاوى وحماس غاضب للشعارات الدينية ، ومصدر القلق هنا أن الجميع شارك في خلق وتفعيل مناخ العنف والتعصب الديني الذي أصبح يشكل ملمحاً دائماً للشارع المصري على مدى السنوات الماضية ، صحيح أن الحزب الحاكم كان صاحب النصيب الأوفر في إستخدام البلطجة والعنف والرشاوى ، إلا أن الشواهد تقول أن الأطراف الأخرى التي شاركت في العملية الانتخابية مستقلين ومعارضة وإخوان مسلمون استخدموا الأدوات نفسها تحت عنواين مختلفة من بينها الدفاع عن النفس!! والقلق هنا يتصاعد عندما ندرك أن كل هذا العنف جاء في سياق عملية انتخابية شارك فيها فقط ربع الناخبين المقيديين في الجداول الانتخابية ، فما الذي كان سيحدث لو شارك غالبية الناخبيين ؟ هل كنا سنشاهد أنهار من الدم تسيل في شوارع مصر؟
وجاء القلق ثانياً من نتائج رغم كونها متوقعة إلا أنها قلبت الطاولة أمام الجميع بتقدم جماعة الأخوان المسلمين "المحظورة" دون سواها من القوى المعارضة في مواجهة الحزب الحاكم، ومصدر القلق هنا أن الكتلتان المتنافستان تفتقدان الحد الأدنى من الشرعية السياسية، فنحن أمام حزب مندمج في الدولة بكل ما تتمتع به من سلطان، ومفتقد للقواعد الشعبية والأفق السياسي فكل ما يهم أصحابه هو البقاء في السلطة بأي ثمن حتى لو كان حرق هذا الوطن. ونحن من جهة اخرى أمام جماعة دينية احترفت العمل السري تحت الأرض على مدى عقود طويلة ، وعندما خرجت إلى النور في ظرف استثنائي لم تستطع أن تزيل الغموض عن مواقفها وخططها المستقبلية ، فحتى الآن لم نعرف هل يدخل الأخوان الحلبة السياسية بحزب سياسي لا صلة له بالجماعة أم أن هناك رغبة في أن يكون الحزب السياسي حصان طروادة يأتى بالجماعة إلى الحكم ، وحتى الآن لم يصدر عن الجماعة ما يضع النقاط فوق الحروف فيما يتعلق بموقف الجماعة من الدولة المدنية الحديثة ، و موقفهم المواطنة وتحديداً مواطنة الأقباط ، والحريات الخاصة والعامة وخاصة فيما يتعلق بالثقافة والإبداع ، فمازلنا نقرأ لقيادتها عبارات فضفاضة من نوع السماح بالإبداع في حدود الأخلاق والآداب العامة دون أن نعرف من الذي سيحدد ما هو أخلاقي ومؤدب .
وجاء القلق ثالثاً من رد فعل النخب اليساسية واالمثقفة من الصعود الدرامي للإخوان ، ففي حين حاول البعض تفسير أسباب نجاح الأخوان وفشل أحزاب المعاضة الأخرى تفرغ البعض الآخر من تيارات سياسية وفكرية مختلفة بينهم ليبراليون ويساريون وبقيادة إعلاميو السلطة لمهاجمة الأخوان عبر شاشات التلفيزيون وعلى صفحات الجرائد المختلفة، وأصبحنا نشاهد محاولة بائسة لتنبيه جماهير مغلوبة على أمرها من أن الأخوان خطر داهم عليهم وعلى الأمة كلها ، ونسي هؤلاء أن جماهير الشاشة والمذياع لا يعرفونهم ، وأن هذه الجماهير ذاتها تعلمت على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود وعلى يد الجهاز الإعلامي نفسه أن اليسار والاشتركية إنتهيتا من العالم بيد المجاهدين الأفغان الذين هزموا الشيوعية الملحدة في أفغانستان ، وتعلمت أيضاً ان العلمانية هي إلحاد وشرك وكفر بالله ، فضلاً عن ذلك فالجماهير المستهدفة لا تعرف ما هي الليبرالية و هناك شك في أنها تدرك المعنى الحقيقي للديمقراطية ، فعلى مدى ثلاثين عاماً علمنا الجماهير أن الحياة هي فقط دين وفتوى وليست فلسفة أو علم أو منطق أو نقد عقلي فهذه كلها فذلكات كان أول من تهكم عليها رئيس الجمهورية الراحل .
كان الحصاد المر الطبيعي ألا تخذل الجماهير النخبة، فأغلبيتها التي لا زالت تحتفظ ببعض بالشكوك نحو الجميع قاطعت الإنتخابات ، بينما توزعت الأقلية المشاركة بين القلة التي شاركت بصدق وصدمت لما رأته من التجربة ، والكثيريين الذين باعوا أصواتهم أو إختاروا مساندة الشعارات الدينية أملاً في الخلاص.