Saturday, July 09, 2005

الأقباط وسؤال المواطنة-3

السؤال الثالث
مَن المسئول عن هذا الغياب أو التغييب؟ هل هو النظام أو المناخ السياسي العام، أم أن هناك أسبابًا تتعلق بالأقباط أنفسهم؟
- ليس لدي شك في أن عقود الأزمة الطائفية أفرزت مناخًا تراجعت فيه الثقافة النقدية والعقل النقدي الذي يعتمد على المعلومات الكافية للحكم. ومن ثم شاعت في مصر الثقافة السمعية المنحازة والمبتسرة التي كون فيها كل طرف من أطراف المجتمع صورة مشوهة عن الطرف الآخر.
وبالنظر للأقباط الآن ستجد أن صورة الحضارة الإسلامية لديهم مشوهة تماما، وصورة العالم نالها كثير من التشويه، ولك أن تفتش عن التعليم والإعلام، وأيضا التعليم الديني بالكنائس.. نعم لدى الأقباط مشاكل معرفية بل إعاقة معرفية تمنعهم من المشاركة الصحية. وكي نعرف المسئول عن ذلك علينا أن ننظر إلى ثقافة المصريين العامة، ليس فقط عن مجتمعهم الحالي؛ بل أيضا عن تاريخهم. فالمسلمون اختصروا تاريخ مصر ليبدأ من القرن السابع الميلادي (الأول الهجري)، والأقباط لديهم تاريخ من الاضطهاد معظمه حقيقي وبعضه مفتعل، ولكن تتم قراءته بعيدا عن السياق التاريخي والاجتماعي، ويبدأ من القرن الأول الميلادي ويستمر حتى الآن. ويظل الطرفان بعيدين كل البعد عن العلم الحديث، ومستسلمين كل الاستسلام للغيبيات والخرافات.. فمن المسئول إذن؟
السؤال الرابع
متى يتخلص أقباط مصر من الشعور الدائم بالظلم والاضطهاد؟ وما هي أفضل الطرق للتخلص من هذا الشعور السلبي؟
- يجب أن نؤكد هنا أن هناك حالة من الظلم تعرض لها الشعب المصري كله على مدى قرون، وفي كل المجتمعات تتعرض الحلقات الأضعف في المجتمع للنصيب الأكبر من الظلم والاضطهاد، مثل المرأة والأقباط في حالة مصر. وهذا ليس شعورا بل هو واقع مرير يعيشه الجميع، وإن نال بعضهم حجم أكبر من الظلم.
أما كيف نتخلص منه جميعا؛ فأظن أنه آن الأوان للحوار الوطني الحقيقي الذي يضع قاعدة أن "العدل للجميع والحرية للجميع هو أساس للحياة في هذا الوطن".
* ما هو الإطار الذي يفضله الأقباط في ممارستهم العمل العام؟ هل هو تأسيس كيانات حزبية وسياسية مستقلة بهم، أم المشاركة في كيانات قائمة، أم التحالف مع باقي القوى السياسية في المجتمع؟
- نستكمل هنا ما سبق أن قلناه من أن الأقباط ليسوا فصيلاً سياسيًّا. وعلى مستوى القبطي العادي لم يرصد أحد وجود تيار قبطي يسعى لتكوين حزب سياسي، وأنا هنا أتحدث عن تيار وليس إعلانا لشخص واحد وثلاثة أفراد بأنهم سيعلنون حزبا قبطيا.
وظني أن الأقباط يدركون أن تكوين حزب قبطي هو بمثابة موافقة صريحة على اعتبارهم طائفة، وأقصى ما يمكن أن يحصلوا عليه في هذه الحالة هو مكاسب طائفية. لكنهم لن يشاركوا في إدارة الوطن التي هي أساس المواطنة، والسعي لحزب سياسي يكون بناء على أجندة سياسية للوصول إلى الحكم؛ فإن كان المسعى من الأساس طائفيًّا؛ فكيف يمكن أن يتحقق هدف الحزب السياسي. والجميع يعرف أن فكرة الحزب القبطي هي من قبيل الحمق السياسي الذي قد يفيد أطرافًا أخرى في الساحة السياسية، لكنه بالتأكيد سيضر بالوطن وبالأقباط أنفسهم.

1 Comments:

At 2:53 PM, Blogger كــــــلام said...

الآن ستجد أن صورة الحضارة الإسلامية لديهم مشوهة تماما،
و بما أن المتدينون المزعزمون على علم بهذه الصورة المشوهة, فأن العداوة و البغضاء تجد مبرراَ كافيا للتوغل فى العلاقة بين الأقباط و غيرهم..ناهيك عن الجهل الذى يغلف المجتمع بكل طبقاتة و طوائفة و الذى يمثل مناخ صحى للخلاف و التأويل. و إن كنت أجد فرقاَ بين مسيحيي الشرق و الغرب أو حتى الكاثوليك فى مصر لديهم نوعاَ ما أفق أوسع.. فهل نلقى بالوم على ثقافتنا الشرقية ؟

والجميع يعرف أن فكرة الحزب القبطي هي من قبيل الحمق السياسي ,
بصفة عامة الأحزاب المقامة على أساس دينى غير فعالة ,الأخوان المسلمون مثلاً أختيار غير مرحب بة من قبل المسلمين و أصلا المنازاعات السياسية تحت عباءة الأديان كانت السبب الرئيسى من ظهور الطوائف المتأسلمة من الشيعة و الوهابيين و غيرهم.. فماذا ننتظر من حزب على أساس دينى.. أعتقد أن للسياسة"سياسة" مختلفة.

إحترم بشدة إعتزازك بالجامع الأزهر..و فهل يجيىء يوماَ نعتز أنا و أنت بالمعابد اليهودية المقامة على أرضنا؟بعد أن نرد للديانة اليهودية كرامتها و ننزع عنها مفاهيم الصهيونية التى لا لوثتها و بسبب نفس الجهل الذى يحتوينا ؟

 

Post a Comment

<< Home